Admin Admin
عدد المساهمات : 2509 تاريخ التسجيل : 09/10/2009
| موضوع: النابغة الذبياني الثلاثاء يونيو 05, 2012 4:38 am | |
|
قصيدة ( أتـاركـة تـدللهـا )
النابغة الذبياني
أتـاركـة تـدللهـا قطــام
وضنــا بالتحيـة والكــلام
فإن كـان الـدلال فلا تلجـي
وإن كـان الـوداع فبالسـلام
فلو كانت غـداة البيـن منـت
وقد رفعوا الخـدور على الخيـام
صفحـت بنظـرة فرأيت منهـا
تـحيت الـخدر واضعة القـرام
ترائب يستضـيء الحلـي فيهـا
كجمـر النـار بـذر بالظـلام
كان الشـذر والياقـوت منهـا
علـى جيـداء فاتـرة البغـام
خلـت بغزالـها ودنـا عليهـا
أراك الجـزع أسفـل من سنـام
تسـف بريـره وتـرود فيــه
إلى دبـر النهـار مـن البشـام
كأن مشعشعا من خـمر بصـرى
نـمته البخت مشـدود الختـام
نـمين قلالـه مـن بيـت راس
إلى لقمـان فـي سـوق مقـام
إذا فضـت خـواتـمه عــلاه
يبيـس القمحـان مـن الـمدام
علـى أنيابهـا بغريـض مـزن
تقبلـه الـجباة مـن الغمــام
فأضحـت فـي مداهن بـاردات
بمنطلق الـجنوب على الجهـام
تلـذ لطعمـه وتـخـال فيـه
إذا نبهتهــا بعـد الـمنــام
فدعهـا عنك إذ شطـت نواهـا
ولـجت مـن بعـادك في غـرام
ولكـن ما أتـاك عن ابـن هنـد
مـن الحـزم الـمبيـن والتمـام
فـداء ما تقـل النعـل منــي
إلـى أعلـى الـذؤابـة للهمـام
ومغــزاه قبائـل غائظــات
على الذهيـوط في لـجب لهـام
يقـدن مع امرئ يـدع الـهوينا
ويعمــد للمهمـات العظــام
أعيـن على العـدو بكل طـرف
وسلهبـة تـجلل فـي السمـام
وأسـمر مـارن يلتـاح فيــه
سنـان مثـل نبـراس النهــام
وأنبـأه الـمنبـئ أن حيـــا
حـلولا مـن حـرام أو جـذام
وأن القـوم نصرهـم جـميـع
فئـام مـجلبـون إلـى فئـام
فـأوردهـن بطـن الأتم شعثـا
يصـن المشـي كالحدء التـؤام
علـى إثـر الأدلـة والبغايــا
وخفق الناجيـات مـن الشـآم
فباتوا ساكنيـن وبات يسـري
يقـربـهم لـه ليـل التمــام
فصبحهـم بـها صهباء صرفـا
كأن رؤوسهـم بيـض النعـام
فذاق الـموت من بركت عليـه
وبـالنـاجيـن أظـفـار دوام
وهـن كأنهـن نعـاج رمــل
يسـوين الذيـول على الـخدام
يـوصيـن الـرواة إذا ألـمـوا
بشعث مكرهيـن علـى الفطـام
وأضحى ساطعا بـجبال حـمسى
دقـاق التـرب مـختـزم القتـام
فهـم الطـالبـون ليـدركــوه
ومـا رامـوا بـذلك مـن مـرام
إلى صعـب المقـادة ذي شريـس
نـماه فـي فـروع المـجد نـام
أبــوه قبلــه وأبــو أبيــه
بنـوا مجـد الحيـاة علـى إمـام
فدوخـت العـراق فكـل قصـر
يـجلـل خنـدق منـه وحــام
ومـا تنفـك مـحلـولا عراهـا
علـى متنـاذر الأكـلاء طــام
| |
|