حينما تعيش فى بيئه ومجتمع عشوائى لا يملك مقومات
الحياه الكريمه اهله فقراء واعباء الحياه تتزايد مع ازدياد الامراض والفقر
والجهل وضعف الثقافه والخبره مع ضعف المستوى المعيشى باختصار مجتمع بسيط
فقير ضحل الثقافه وانت الوحيد الذى تمتلك المال كما تمتلك الثقافه وتتلاعب
بها حسب ارادتك وكما يحلو لك وحسب تغير الاحوال كما تمتلك الخبره فى نفس
الوقت وحيث انك الوحيد الذى تمتلك المال والوجاهه والثقافه والخبره وانت فى
الاصل لست اهل للثقه كما لا تستحق اى تقدير فالمال لا يصنع الرجال الا انك
تمتلكه وبكثافه ماذا انت فاعل فى ذلك المجتمع الفقير المريض الجاهل
باختصار وماذا سوف يفعل لك هذا المجتمع فى تلك الحاله تتعدد الانماط فانت
حينما ترغب فى التسيد على هؤلاء الناس سريعا فسوف تستخدم المال فهؤلاء
الناس فقراء لا حيله لهم وسوف يسمعون لك ويطيعون وينصبونك ملكا عليهم فى
لحظات بمجرد ان تغدق عليهم المال وبكثافه وسوف تكون تلك الطاعه عمياء حتى
وان كنت على خطا فقد عانوا من الفقر والجوع والمرض والبطاله زمنا وهم غير
مستعدين ان يعيشوا مره اخرى فى معاناه جديده !فلابد ان يسمعوا ويطيعوا فان
تحدثت فى امور الدين فانت العلامه الامام الشافعى انت صاحب الزمان علامه
القرن الذى لا يخرج منه الا الصدق والحق حتى لو كنت تافها لا تفهم فى امور
الشريعه الا انك سوف تصبح عالما فى لحظات وسوف تجد من يسمع لك ويطيعك
وينصبك اماما عالما وقد يصفونك بصفات ملائكيه فانت الذى لا تخطىء وانت
المعصوم من اى ذلل او خطا فانت الشريعه والشريعه انت!والحقيقه ان هؤلاء
الناس العرايا لابد ان يصدقوك للغايه ويقنعون انفسهم بانك فعلا اماما ولا
تخطىء وانك تمثل الشريعه لانك سوف تحميهم من الفقر والعرى والجوع فلا مانع
عندهم ان يصفونك بالامام المعصوم الطاهر الذى لا يخطىء !
كما انك حينما ترغب فى ان تكون اميرا عليهم فلا تحتاج اى عناء فبمجرد انك
ترشح نفسك لهذا المنصب عن طريق نظام ديمقراطى حديث وعصرى للغايه فسوف
يرشحونك فانت الافضل والاضمن فلانك وعدتهم بما يرغبون فيه فسوف يرشحونك بل
ويدافعون عنك بمنتهى القوه والبساله كما انك سوف تجد الطريقه يسيره ومنتجه
فبمجرد ان تدفع عملاءك ا الى ا لشارع ليوزعوا بعض الحلوى او الاموال او
اللحوم التى غالبا ما لا يستطيع الفقير الحصول عليها فلسوف يرشحونك او اذا
اقمت اوكازيونا للفقراء وقمت بتعيين هذا فى وظيفه مدهشه او انشات مسجدا او
جمعيه او مستشفى من حسابك الخاص وقمت باصلاح الطرق وادخال المرافق لهم
واسعادهم صحيا ونفسيا وماديا فلن يجدوا غيرك حتى ينصبونه اميرا عليهم فانت
كنز استراتيجى بالنسبه لهم جئت لتحل جميع مشاكلهم بلا تعب فانت عده بنوك
مزدحمه بالمال جاءت لتحل ازماتهم المتكرره والمزمنه حتى وان كنت كذابا
ودجالا ومنافقا تسعى لمصلحتك وحدك ومنفعتك وحدك الا انهم سوف يتغاضون عن
ذلك وويبررون ترشحيهم لك بانه الاختيار الامثل والوحيد حتى وان كان هناك
منافسون غيره واذا كنت رجل اعمال وثرى كالعاده الثراء الفاحش فانت تستطيع
ان تقوم بعمل المشاريع هنا وهناك وتفتح عده مصانع او شركات وتستطيع ان تنهب
وتسرق وتقدم الرشوه لكل من يقفون ضدك وينغصون عليك حياتك فسوف تتخلص من كل
المشاكل التى تواجهك بالمال فمامور الضرائب الذى لا يتقاضى مرتبا محترما
لن يستطيع ان يقاوم المال حتى وان كان متدينا لانه باختصار قد اخطىء وتزوج
وانجب سته من الابناء يحتاجون بالضروره الى مقومات الحياه وهو ببساطه لا
يستطيع ان ينفق عليهم تماما فسوف يقبل الرشوه وكذلك الضابط وكذلك كل من
تحتك به فى مجال عملك فمالك يستطيع ان تتخطى به الصعاب كما انك تستطيع ان
تشترى كل من حولك بهذا المال فالفقير والمحتاج وهم بالالوف ينتظزرون اشاره
عطف منك وحتى المثقفين الفقراء تستطيع ان تشتريهم سريعا وان تدفع لمن تراه
هاما لك حتى يزين عملك ويجعل منك امبراطورا غير قابل للنقد او العزل على
مملكه من العراه !وان كان هناك بعض الفقراء البسطاء الذين لا يرضون عنك او
عن اعمالك الا انهم يستطيعون ببساطه مدهشه ان يتخلوا عن ضمائرهم ويقتنعون
بك من اجل المال الذى تقدمه لهم !
واذا كنت سياسيا فاشلا الا انك تستطيع ان تصبح بارعا بالمال فتستطيع ان
تنشىء حزبا او جمعيه تتحدث من خلالها عن طموحاتك السياسيه وقد تصل بك الى
السلطه عبر الصندوق العجيب الذى تستطيع ايضا ان تشتريه باى اسلوب فان كنت
ممن يلهبون عواطف البسطاء والكادحين فسوف تستخدم رجالك ومالك وتستخدم
العبارات الرنانه التى استخدمها الساسه من قبلك كستالين وهتلر وتتحدث
باهتمام عن حقوق الفلاح والفقير وتدعى مسانده ونصره المستضعفين من الناس
الكادحين وتستخدم الخطب الرنانه والعبارات الحماسيه انت ورجالك الذين سوف
يسهرون على تحقيق طموحك فى الوصول الى السلطه وسوف تجد انه لا مانع من ان
تقدم اعمالا جليله هامه واقعيه وملموسه للبسطاء وشعارات ومشاريع لابد ان
يصدقها البسطاء لانهم يحتاجون لزعيم ينقذهم من الفقر والعرى والظلم والقهر
وان كنت من الذين يحشرون الدين فى العمل السياسى فانت تستطيع ان تلهب حماس
البسطاء بانك المخلص لهم وتستخدم الشعارات والاذاعات والقنوات وتستعين
بعلماء ودعاه ينشرون دعوتك ويقنعون الناس انك المخلص وانك من جاءت به
العنايه الالهيه لتطبيق شرع الله وان ما انتم به من فساد وظلم وقهر بسبب
البعد عن شرع الله!وتستطيع ان تتلاعب بمشاعر الجماهير باسلوب خطابى حماسى
ملهب وتستخدم العبارات الرنانه فى تزيين ما ترمى اليه وتستخدم ابواقا اخرى
ورجال متعددون لمناصرتك والنفوس باختصار متعطشه لمن يلهب عواطفهم لا مانع
ان تتهم هذا بالكفر وذاك بالالحاد وكذا رجالك المهم ان تصل الى كرسى السلطه
!وانت باختصار منافق ولست اهل للحكم الا انك تستطيع بضخامه الثروه وضخامه
رجالك المنتشرون فى كل مكان بمساعدتك ان تكسب فى النهايه ولا مانع ان
تستعين بجهات خارجيه لنصرتك داخليا وخارجيا فانت المهدى صاحب الزمان وانت
المنقذ من الضلال وانت الذى سوف تجلب للناس السعاده والخير لانك سوف تطبق
شرع الله والحقيقه انك مدعى منافق تتاجر بالدين لتحقيق منافع شخصيه وكذا
رجالك والحقيقه ايضا ان اغلب البسطاء يفهمون ذلك خاصه المثقفين منهم الا
انهم يتغاضون عن كل ذلك ويتركون قناعتهم جانبا ويحاولون تصديقك فانت الذى
امامهم تمنتلك المال والقوه والجمهور المغيب المغرم بشعاراتك والذى يسير فى
كنفك ليس اقتناعا بك وانما لان مصالحه تتوافق معك والناس فى امس الحاجه
الى التغيير والى من يحل ازماتهم المتكرره حتى وان جاءهم من يقدم لهم
شعارات دون افعال وان جاء لهم من يلهب مشاعرهم دون تحقيق شىء الا انهم لن
يخسروا شىء والمساله بالنسبه لهم مجرد تغيير
وكما يمكن لك ان تظل دائما موجودا بين ابناء القريه اثرا مدهشا فيمكن ان
تنشىء لك تمثالا من الذهب او صورا تذكاريه او نصبا او يصنع لك احد اصدقائك
تمثالا من الشمع على غرار تماثيل سفاح النساء كما يمكن ان تكتب مذكراتك
بنفسك او تجعل احد معجبينك ان يكتبها وقد تكتب عنك الدوريات او المجلات او
تقدم فيك وعن تاريخ حياتك الابحاث وتؤلف عنك الكتب ويكتب عنك الادباء
والشعراء والساسه وعن بطولاتك واعمالك حتى وان كانت تافهه ووهميه فانت
تستطيع باختصار ان تشترى جريده او دار نشر وتكتب لك وعنك ما ترغب انت فقط
ان تنشره وان كان كذبا !فانت تستطيع ان تصبح فى لحظات واضع القوانيين او
بانى الاهرامات او من فتح مصر او من انتصر على الهكسوس او ان تكون انت من
انتصر على اليهود فى حرب اكتوبر !وانك كنت الزعيم بسببك انتصر الجيش على
اسرائيل !او انك من قام ببناء السد العاللى او من قام بثوره يوليو واكتوبر
ويناير وكل الثورات انت من قمت بها ودعوت لها وانت المحرر لجميع المقهورين
فى الارض فانت عمر بن الخطاب وانت خالد بن اللوليد وانت جيفارا وماوتسى
تونج وانت مانديلا ومصطفى كامل وسعد زغلول والسادات بل وجميع القاده
والاحرار تمثلوا فى شخصك !فانت تستطيع بمالك ان تزيف الحقيقه والتاريخ فى
لحظات كما تستطيع ان تمتلك جيشا جرارا من المنافقين فهؤلاء كتاب يكتبوا عنك
ويزيفون الحقائق لك وهؤلاء ادباء يؤلفون لك وعنك المسرحيات والاعمال
الفنيه وهؤلاء ساسه يمدحون فيك ليل نهار وهؤلاء اعلاميين يظهرونك المخلص
وبانى الحضارات والثقافات على غرار اخترناك اخترناك وهؤلاء علماء دين ودعاه
يصفونك بانك امير المؤمنين والخروج عليك كفر ومعارضتك كفر وانك مفوض من
الله لحكم الناس تحكم وتنهى بامر الله ولا راد لحكمك ومن يعترض عليك فانه
يعترض على اختيار الله !ويزمر ويطبل لك المغنون وتجد نفسك فى الطرقات
والشوارع وفى الاماكن العامه والصالات وفى كل مكان فى الوطن لك فيه اثر
وبصمه فالوطن انت وانت الوطن وبدونك لا يمكن ان يكون الوطن !انت الصانع لكل
مصنوع وانت الكاتب لكل مكتوب وانت من تهب الناس الحياه وبدونك فسوف يموتون
!وتستطيع ان تفرض عليهم القوانين التى تحلو لك فكل ما تريده وترغب فى عمله
ينفذ لك فورا ومن يعترض فقد باء بغضب على غضب!ومصيره حبل المشنقه !
انك من هنا تستطيع ان تصنع لك جماعه تناصرك وتصنع لك جيشا يحميك ويدافع عنك
وتمشى خلفك المصفحات وامامك المدرعات وفوقك الطائرات وتستطيع ان تفرض على
الناس رايك وتصنع القوانين التى تناسبك وتحقق بها اغراضك وان تضع دستورا
يحميك ويؤكد سلطتك وسلطه جماعتك وانصارك وان تصنع اعلاما يدافع عنك يجعل
منك الها فى الارض على غرار ما علمت لكم من اله غيرى!
وتستطيع ان تفرض سلطتك وتطلق رجالك ليسجنوا هذا ويقتلوا ذاك باشاره منك!
وسوف تجد من يهللوا لك ويسيروا خلفك معصوبى العيون يطيعونك على غرار فاستخف
قومه فاطاعوه !تستطيع ايضا ان تصنع معارضه على مزاجك تعترض بامرك وتسكت
بامرك وتلتزم باوامرك وتقبض الثمن !وبالرغم من ان اغلب الناس لا تعترف بك
وتكرهك الا انهم يصرون على ان ينافقوك ويتبعوك لانهم فى امس الحاجه الى
الراحه والامان والاستقرار !وهؤلاء البسطاء هم من يصنعون منك ديكتاتورا دون
ان يشعرون!فتصدق نفسك بانك فعلا محبوب منهم تعمل لمصلحتهم وهم راضون عنك
الا انك لا يمكن ان تتصور انهم فى الواقع يتبعونك خوفا ورهبه على طريقه فرض
الامر الواقع !فانت ببساطه نموذج فريد لحل مشاكلهم وازماتهم المزمنه
انك باختصار تستطيع ان تمتلك كل شىء وتتصرف فى كل شىء دون تعب فقط تحتاج
لاعمال العقل واختيار اناس مناسبين لاداء ما ترغب فى عمله فالمال لغه العصر
والحقيقه و بالرغم من انك تستطيع ان تفعل كل ما سبق الا انك لا يمكن ان
تشترى اشياءا ليست محل بيع او شراء فانت تستطيع ان تسجن احد الناس وان
تعذبه كيفما تشاء لكنك لن تستطيع ان تفرض عليه ان لا يكرهك كما انك تستطيع
ان تفرض على الناس اسلوبك وقوانينك الا انك لن تستطيع ان تفرض عليهم ان
يحترموك فباختصار القيم والمبادىء لا يمكن بحال ان تفرضها بالكرباج كما لا
يمكن ان تستطيع ان تفرض على الناس ان يحبونك ولن تستمر فى صولجانك وظلمك
وقهرك للبسطاء فسوف ياتى وقت يتخلصون منك ويقذفون بك فى النهر او يجتمعون
عليك ليقتلوك لانك منذ البدايه لم تجمعهم على حبك لم تجعل طاعتهم لك من اجل
انهم يحبونك بل استخدمت معهم الاسلوب البوليسى القذر حكمتهم تاره بالقوه
وتاره بالنفاق وميزت بينهم فرجالك هم اهل الحكم والخبره والتدين والاخرون
اهل الباطل !اهملت من وهبوك السلطه وتحكمت فيهم بالعصا وفرضت عليهم نمطا لم
يعجبهم فكرهوك دون ان تفهم فبطانتك سوء اضلوك خدعوك نافقوك
لم يجتمعوا عليك لانهم يحبوك بل لانهم تاره بسطاء فقراء التمسوا فيك ان
تحقق لهم الرفاهيه والمساواه وتجلب لهم السعاده وتتعامل معهم بالعداله
وتاره خوفا من رجالك وجيوشك وبوليسك
الا انهم حينما وجدوك افتقدوك فلم تحقق لهم السعاده والرخاء بل رغبت ان
تكون فوق القانون فوق الناس جميعا ديكتاتورا الها فى الارض لا تخطىء فظن
البسطاء انهم اساؤا الاختيار فرجالك باعوك واهلك تنكروا لك وشعبك خرج عليك
فلم تجلب لهم حقوقهم فكان كلامك شعارات ووعودك احلام وخرافه فالجميع تنكروا
لك رغم انك تتنكر فى زى الصحابه وتستخدم عبارات الورع والتقوى وما هو الا
اسلوب جديد للسيطره على العقول متاجره باسم الدين !فلم يجدى الندم واتضح
للجميع ان الحكايه كلها سوء تفاهم!