عالم الجن والأرواح والشياطين: حقّ أم خرافة
[center]
بسم الله الرحمن الرحيم
جهاز الكمبيوتر بين يديك
(الهاردوير) هو كالجسد.
البرامج المشغلة للجهاز (السوفت
وير) كالنفس.
الكهرباء كالروح.
الفيروسات كالجن.
ونفصل تاليا:
بيّنا في مقالات منفصلة أنَّ للكثيرِ من المفردات في "عالَم
الشهادة" المادي المنظور ما يقابلها في "عالَم الغيب" الروحاني،
فمثلا قلنا أن:
الأرض
من عالَمِ الشهادة المادي يقابلها "سور القرآن" من العالَم الغيبي
الروحاني.
الشمس:
سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
القمر:
المصلحون يعكسون
نور سيدنا محمد في الظلمات
الماء:
الهدى والرحمة
السماء
: الإيمان
الأنبياء
والصالحون: النجوم
وهكذا لعدد من التناظرات كما
فصلناه في مقال: عالم الغيب والشهادة.
السببُ أنَّ هناك عَالَمَين
اثنين. فيستشهدُ اللهُ تعالى بما في العَالَم الأول (الشهادة) وهو نظامُ الكونِ
المادي لإثبات صحّةِ ما في العَالم الثاني (الغيب) الإنسان ويدخل فيه عالمُ
الملائكةِ الكرامِ والروحُ وعلمُ المستقبلِ وما إلى ذلك من الأمور.
الجنُّ لغة من التستر والتخفي. وجنّ الليل أي أظلم،
وجنّ الجنين في الرحم أي استتر. فالجن لغة هو ما خفي وتستر.لكننا عادة نحصر معاني "الجن" في القرآن الكريم
على معنى "العفريت أو الأشباح والأرواح الشريرة" فقط .... وهذا مما لا
ينبغي.
ففي عالم الغيب
"الجن" هو الأرواح المستترة الغير مرئية ولا يمكن الاحساس بها بحواسنا. منهم
الأرواح الخيِّرة ومنهم ما عدا ذلك.
ويقابل الجن في العالم
المادي ما خفي كالبكتريا والفيروسات والميكروبات.
من الأمور المحيرة هو
"المسّ" الذي نسمع عنه كثيرا، فهل من الممكن للجن الغيبي أن يدخل إنسانا
ويتحكم به؟لا شك أن الموضوع مهم ويفكر به الكثيرون.الأطباء عموما لا يحبذوا الفكرة وقد لا يؤمنوا بها أصلا
ويعالجوا المصابين من ناحية مادية عضوية بحتة، بينما المتخصصون بالقرآن يؤمنون بها ويتعاملون مع المصابين بالقرآن. فأين الحق؟لو سألنا الأطباء نجد أن وجهة نظرهم محقة إذ إن
المصابيين تظهر عليهم أعراض ودلائل عضوية موثقة
يسببها نقص مادة (الدوبامين) مثلا وكثيرا ما يشفى المصاب بالعلاج بإعادة تنظيم
المادة في الجسم. فهم على حق. ولو سألنا المتخصصين الشرعيين لوجدناهم يستعملون القرآن
الكريم والأدعية وهي تنجح في العلاج. فهم على حق كذلك.كيف يمكن إذاً قبول الأمرين معا؟! من منظورنا:الجن المادي أي البكتريا والفيروسات موجودة في كل مكان
وفي جسد الإنسان طوال الوقت إلا أنها تؤثر وتمرض فقط لو "ضعفت مقاومة"
الجسم بسوء التغذية أو الإرهاق أو عدم الاهتمام بالصحة البدنية.وكذلك الجن الغيبي
أي الأرواح فهو موجود في كل مكان إلا أنه لا يؤثر إلا بوجود
"قابلية" أو "مشاكل نفسية". بمعنى أن الأمراض لا تصيب البدن القوي السليم، والأرواح (الجن) لا تصيب النفس القوية السليمة. بهذا المنظور يمكن لنا فهم القضية وأن كلا الطرفين على
حق، حسب الحالة. فالأمراض النفسية والارهاق النفسي يؤدي علميا ماديا إلى
تغيرات عضوية من إفرازات هرمونية وغير ذلك مما يعلم به الأطباء. وفي نفس الوقت، هذه التغيرات العضوية تسمح (بطريقة غير
معروفة لحد الآن) للأرواح بالنفاذ
والسيطرة على المصاب. بهذا لتجنب "الجن" علينا الاهتمام بالصحة
النفسية من جهة وتقويتها بالإيمان بالله تعالى من جهة أخرى.لكن الأهم هو أن الجني المادي (الأمراض) يحصد أرواح
عشرات الملايين من المسلمين كل عام بين أيدينا ثم لا نخافه بينما نخاف عندما نشعر
أو نتوهم "بجني" أصدر صوتا أو همسا. علينا أن نحارب الجن المادي الذي يأكل لحوم شعوبنا
بالعلم الحديث التجريبي وأن نبتعد عن المشعوذين وكل ما لا يرضي الله تعالى. النفس:النفس هي أصل الإنسان وهي كالروح من حيثية أنها من عالم
آخر ولا يمكن لنا بأي طريقة مادية قياس أو ملاحظة أي شيء يخصها. النفس هي "الأنا" في مصطلحات علوم الفلسفة. هي التي تميز إنسانا عن آخر، وهي المحاسبة وهي التي تقرر كل ما يختاره
الإنسان. هي التي تأمر "المخ" بالتفكير في هذا الطريق أو ذاك، هي التي
تسعد أو تشقى يوم الحساب: ونفس وما سواها (7) فألهمها فجورها وتقواها (الشمس: والنفس تخرج من الجسد أثناء النوم:
وهو الذي يتوفاكم بالليل
ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى ثم إليه مرجعكم ثم ينبئكم
بما كنتم تعملون (الأنعام:60)
الله يتوفى الأنفس حين موتها
والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن
في ذلك لآيات لقوم يتفكرون (الزمر:42)
لا نعلم أين تذهب النفس أثناء النوم. لكن المكان بالنسبة
للنفس موضوع شائك أصلا لأنها ليست مادة وبالتالي لا تنطبق عليها قوانين المكان
وربما الزمان، هي ببساطة عالم آخر مجهول كليا. والنفس أثناء النوم قد تقابل أمواتا أو ترى أماكن خيالية
أو تأتيها بشرى من عنده تعالى بشيء وهذه هي الرؤيا الصالحة.
سبحانه وتعالى عما نقول علوا
كبيرا
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على
سيد المرسلين محمد المصطفى الأمين
وعلى آله وصحبه ومن سار على
هديه ببصيرة إلى يوم الدين
[/center]