من أحاديث النفس :
من مصنف لى بعنوان [ اللغة العربية عظمة وثراء وخلود ] ،، بمناسبة حلول يوم الاحتفال العالمى باللغة العربية أقتطف للقاريء الكريم ما يأتى :
تتميز وتتفرد لغتنا العربية بميزات وتفردات عجيبة تدعو إلى كامل الفخار والاعتزاز بها ، وليس هناك ثمة مبالغة حين نؤكد على أنه لا توجد أية لغة أخرى من لغات البشر تدنو إلى تفردها وصدارتها ، فضلا عن أن تشابهها أو تماثلها ،
والأمثلة على هذه الحقيقة أكثر من أن تحصى أو تعدّ ،،
فهذه جملة من الأفعال ، وقعت على حرف واحد ، تأخذ كل منها صيغة فعل الأمر :
1 ــ ( أ ) ،،، من وأى وأياً ، أي وعد ،، والامر : ( إِ ) ، والتثنية : ( إِيا ) .
2 ــ ( ت ) ،،، من أتى يأتي ، والأمر ائت ،
وبعض العرب يقول : ت يا زيد ، ( بحذف الهمزة الثانية تخفيفا وهمزة الوصل استغناء ).
3 ــ ( ثِ ) ،،، من وثى يثى , ووثيت يده ، والوثى : الأوجاع .
4 ــ ( جِ ) ،،، من وجى يجي ، أي قطع .
5 ــ ( حِ ) ،،، من الوحي ، بمعنى الكتابة والإشارة والكلام.
6 ــ ( خِ ) ،،، من الوخي وهو القصد ، من باب وعى .
7 ــ ( دِ ) ،،، من ودى يدى ، أي دفع الدية ،والتثنية : (ديا) ، والجمع : (دوا) .
8 ــ ( رَ ) ،،، من رأى يرى الهلال ، هذه مفتوحة ،،، والبواقي مكسورة كلها .
9 ــ ( رِ ) ،،، من ورى القيح جوفه ، أي أفسده ، ووزنه كوعى .
10 ــ ( سِ ) ،،، من وسى زيد رأس عمرو ، أي حلقه بالموسى .
11 ــ ( شِ ) ،،، من وشى يشي وشيا, والوشي : نقش الثوب .
12 ــ ( صِ ) ،،، من وصى زيد الشئ بالشئ وصية ، أي وصله .
13 ــ ( عِ ) ،،، من وعى يعى ، أي حفظ وجمع ،
وفي الحديث الشريف : " رب مبلغ أوعى من سامع " .
14 ــ ( فِ ) ،،، من وفى يفي ، من باب وعى ، وهو من الوفاء .
15 ــ ( قِ ) ،،، من الوقاية وهي الصون ، وهي مثلثة الواو ، بمعنى الحفظ .
16 ــ ( كِ ) ،،، من وكى زيد القربة, والوكاء: رباطها ،
وفي الحديث الشريف : " لا توكي فيوكي الله عليك " .
17 ــ ( لِ ) ،،، من ولى يلى ، والولى : القرب والدنو ، والولاية : الإمارة .
18 ــ ( مِ ) ،،، من أومى يومى ، أو ومى يمى ، والأمر: مِ يا زيد برأسك ، أي أشر به ، وليس في القاموس ومى يمى ، وإنما فيه ومأ يمأ ، كوضع يضع.
19 ــ ( نِ ) ،،، من ونى ينى , أي تأنى أو تعب, والوني الفترة.
20 ــ ( هِـ ) ،،، من وهى يهى ، أي سقط وضعف.
ونظم القاضى العلامة المؤرخ الأديب الشيخ محمد الخضري ( ت 1345هـ = 1927م ) رحمه الله تعالى فى أفعال الأمر التى تقع بحرف واحد فقال:
إني أقول لمن تُرجى شفاعته *** قِ المستجير قياه قوه قي قِينَ
و إن صرفت لوال شغل آخر قل *** لِ شغل هذا لياه لوه لي لين
و إن وُشي ثوبُ غيري قلت في ضجر *** شِ الثوب ويك شياه شوه شي شين
و قل لقاتل إنسان على خطأ *** دِ مَن قتلت دياه دوه دي دين
و إن همُ لم يروا رأيي أقول لهم *** رَ الرأي ويك رَياه رَوه رَي رَينَ
و إن همُ لم يعوا قولي أقول لهم *** عِ القول مني عياه عوه عي عين
و إن أمرت بوأيٍ للمحب فقل *** إِ من تحب إياه أوه إي إين
و إن أردت الونى وهو الفتور فقل *** نِ يا خليلي نياه نوه ني نين
و إن أبى أن يفي بالعهد قلت له *** فِ يا فلانُ فياه فوه في فين
و قل لساكن قلبي إن سواك به *** جِ القلب مني جياه جوه جي جين
فهذه عشرة أفعال ، كلها بالكسر إلا ( رَ ) فيفتح في جميع أمثلته ، لفتح عين مضارعه ، وكلها متعدية إلا ( نِ ) فلازم ، لأنه بمعنى تأنّ ، والهاء في ( نياه ) هاء المصدر ، لا المفعول به .
ولعلها سبابة نفقأ بها عيون من يتغربون ويتفرنجون ، بحجج واهية مستهجنة ، ودعاوى بغيضة مغرضة ، تكشف عن سوء خباياهم وطوياتهم وأسرارهم ونواياهم ،،،،
فكثير ـــ فى أيامنا هذه ـــ من ينتسبون إلى العربية ويعادونها وهم يعلمون ،،
ألا ساء ما يعملون .
فتأمل .