Admin Admin
عدد المساهمات : 2509 تاريخ التسجيل : 09/10/2009
| موضوع: الكلام والمهنة الثلاثاء أغسطس 06, 2013 3:18 am | |
| [center] الكلام والمهنة
إن المهدي لما فرغ من عيساباذ ركب في جماعة يسيرة لينظر ، فدخل مفاجأة ، فأخرج كل من هناك من الناس ، وبقي رجلان خفيا عن أبصار الأعوان ، فرأى المهدي أحدهما وهو دهش لا يعقل ، فقال :"من أنت ؟" ، قال :"أنا أنا أنا. . . ." ، قال :"ويلك !من أنت ؟" ، قال :"لا أدري" ، قال :"ألك حجة؟" ، قال:"لا ، لا " ، قال :"أخرجوه ، أخرج الله نفسه" ، فدفع في قفاه ، فلما خرج قال لغلامه : اتبعه من حيث لا يعلم ، فسل عن أمره ومهنته ، فإني أخاله حائكا ، فخرج الغلام يقفوه . ثم رأى الآخر فاستنطقه ، فأجابه بقلب قوي ولسن جرئ ، فقال :"من أنت؟" ، فقال :"رجل من أبناء رجال دعوتك" ، قال :"فما جاء بك إلى هنا " ، قال :"جئت لأنظر هذا البناء الحسن ، وأتمتع بالنظر ، وأكثر الدعاء لأمير المؤمنين بطول المدة ، وتمام النعمة ، ونماء العز والسلامة" ، قال "ألك حاجة" ، قال :"نعم ، خطبت ابنة عم لي فردها أبوها ، وقال :لا مال لك ، والناس يرغبون في المال ، وأنا بها مشغوف" ، قال :"قد أمرت لك بخمسين ألف درهم " ، قال :"جعلني الله فداك ، يا أمير المؤمنين ، قد وصلت فأجزلت الصلة ، ومننت فأعظمت المنة ، فجعل الله باقي عمرك أكثر من ماضيه ، وآخر أيامك خير من أولها ، ومتعك بما أنعم به ، وأمتع رعيتك بك" . فأمر أن يجعل صلته ، ووجه بعض خاصته معه ، وقال :" سل عن مهنته ، فإني أخاله كاتبا !" ، فجاء الرسول الأول ، فقال :"وجدته حائكا " ، وأخبر الآخر ، قال :"وجدته كاتبا" ، فقال المهدي :"لم يخف علي مخاطبة الحائك والكاتب" . [/center] | |
|