فتركه أبوه وصار أبو يوسف يتعلم من أبي حنيفة إلى أن تغيب عن الدرس ، فسأل عنه الشيخ أبو حنيفة ، فقالوا له إنه مرض مرضًا شديدًا ، وذهب إليه أبو حنيفة ليعوده وقال و هو خارج من عنده كنت أرجوك للناس من بعدى ، فسمعه بعض الناس ، فعندما أحس أبو يوسف بالشفاء والقدرة على الخروج لبس وتهيأ للخروج إلى درس الشيخ أبي حنيفة ، فقالوا له بعض الجالسين أين أنت ذاهب فقال لهم إنى ذاهب إلى درس الشيخ أبي حنيفة ، فقالوا له ما سمعوا وقالوا له أنت شيخ ، فقال نعم أنا شيخ ، وذهب إلى المسجد واتخذ ركنًا وبدأ بالدرس ، وتجمع حوله الناس وأبو حنيفه جالس فى الجانب الأخر فسأل الناس من هنا القاضى فلان جاء إلى هنا ليعطى درسًا أم نزل شيخ جديد بالبلدة ؟ فقالوا له إنه أبو يوسف يعطى درسًا وقد سمع ما قلت فيه فقال أبو حنيفة : يأبى أبو يوسف إلا أن نقشر له العصا ، فدعى أحد الشباب الموجودين فى المسجد وقال اذهب الى الشيخ وقل له هذه المسألة : ذهب شخص إلى خياط ودفع له ثوب ليقصره ، ثم جاءه بعد فترة وطلب منه الثوب فجحده ، فبلغ الشرطة وجاءت الشرطة وفتشت المحل ووجدت الثوب، السؤال : هل للخياط أجرة تقصير الثوب ام لا ؟ فإن قال لك نعم ، فقل له أخطأت ، وإن قال لك لا ،فقل له أخطأت ، فذهب وطلب من الشيخ أن يفتيه فى مسألته وقالها فقال نعم له أجرة فقال السائل أخطأت ، فقال لا ليس له أجرة ، فقال السائل أخطأت ، فنظر إلى وجهه ، وقال فى كنينته إن هذا الوجه لا يأتى بهذه المسألة ، فقال له : بالله عليك من أرسلك بهذه المسألة ، فقال : الشيخ وأشار إلى أبي حنيفة ، فذهب إلى أبي حنيفه ، وقال يا شيخ مسألة ، وهو واقف فأعرض عنه أبو حنيفة ، حتى جثى أبو يوسف على ركبتيه ، وقال يا شيخ مسألة ، فقال نعم قلها ، فقال أبو يوسف أنت تعرفها ، هذه المسألة لا تخرج إلا من هذا العقل ، فقال له أبو حنيفة ، إن كان قد قصر الخياط الثوب على مقاسه ، فليس له شيء لأنه كان ينوى أن لا يرده بعد تقصيره الى صاحبه ، وإن كان قصره على مقاس الرجل ، فله الأجرة لأنه كان ينوى إعطاءه لصاحبه ثم جحده ، ومع مرور الزمن توفى أبو حنيفة ، وأصبح أبو يوسف قاضى القضاة ، وكان يومًا جالسًا عند الخليفة ، فجاء الخدم بلوز وقدموه إلى الوزراء والحاضرين ، وجاءوا بالفالوذج وقدموه إلى الخليفة ، فرفض الخليفة أن يأكل وقال قدموا إلى الشيخ أولا ،ً فقدموا لأبي يوسف فضحك ، فقال الخليفة على ما تضحك؟ اقدم لك الطعام المقدم لى وتضحك,ما هذا الأدب ؟ فقال أبو يوسف تذكرت أبى وذكر له قصته مع أبي حنيفة