وقال المتنبي يصف حُمّى كانت تُعتادُهُ :
وَزائرتي كأنّ بِها حياءً ... فليس تزُورُ إلا في الظلامِ
بَذلتُ لها المطارفَ والحشايَا ... فَعافَتْها وباتَتْ في عِظَامِي
يضيق الجلدُ عن نفسي وعنها ... فتوسعه بأنواع السقامِ
كأنّ الصبح يطردُها فتجري ... مدامعها باربعة سجامِ
أراقب وقتها من غير شوقٍ ... مراقبة المشوق المستهامِ
ويصدق وعدها والصدق شرٌّ ... إذا ألقاك في الكرب العظامِ
أبِنتَ الدهر عندي كلُّ بنتٍ ... فكيف وصلتِ أنتِ من الزّحامِ