Admin Admin
عدد المساهمات : 2509 تاريخ التسجيل : 09/10/2009
| موضوع: من كلام الحسن البصريرحمه الله الخميس مارس 22, 2012 11:48 pm | |
|
| رسائل مبكية من كلام الحسن البصري رحمه الله () | من الحسن البصري إلى كل ولد آدم • يا ابن آدم عملك عملك فإنما هو لحمك و دمك فانظر على أي حال تلقى عملك .
• إن لأهل التقوى علامات يعرفون بها : صدق الحديث ووفاء بالعهد و صلة الرحم و رحمة الضعفاء وقلة المباهاة للناس و حسن الخلق وسعة الخلق فيما يقرب إلى الله
• يا ابن آدم إنك ناظر إلى عملك غدا يوزن خيره وشره فلا تحقرن من الخير شيئا و إن صغر فإنك إذا رأيته سرك مكانه. ولا تحقرن من الشر شيئا فإنك إذا رأيته ساءك مكانه. فإياك و محقرات الذنوب.
• رحم الله رجلا كسب طيبا و أنفق قصدا و قدم فضلا ليوم فقره و فاقته.
• هيهات .. هيهات ذهبت الدنيا بحال بالها وبقيت الأعمال قلائد في أعناقكم
• أنتم تسوقون الناس والساعة تسوقكم و قد أسرع بخياركم فماذا تنتظرون ؟!!
• يا ابن آدم بع دنياك بآخرتك .. تربحهما جميعا و لا تبيعن آخرتك بدنياك .. فتخسرهما جميعا.
• يا ابن آدم إنما أنت أيام ! كلما ذهب يوم ذهب بعضك فكيف البقاء ؟!
• لقد أدركت أقواما .. ما كانوا يفرحون بشئ من الدنيا أقبل و لا يتأسفون على شئ منها أدبر لهي كانت أهون في أعينهم من التراب فأين نحن منها الآن ؟!
• إن المؤمن لا تراه إلا يلوم نفسه يقول : ما أردت بكلمتي ؟ يقول : ما أردت بأكلتي ؟ يقول : ما أردت بحديث نفسي ؟ فلا تراه إلا يعاتبها • أما الفاجر : نعوذ بالله من حال الفاجر. فإنه يمضي قدما و لا يعاتب نفسه .. حتى يقع في حفرته وعندها يقول : يا ويلتى يا ليتني .. يا ليتني .. و لات حين مندم !!!
• يا ابن آدم إياك و الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة و ليأتين أناس يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال فما يزال يؤخذ منهم حتى يبقى الواحد منهم مفلساً ثم يسحب إلى النار ؟
• يا ابن آدم إذا رأيت الرجل ينافس في الدنيا.. فنافسه في الآخرة
• يا ابن آدم نزّه نفسك فإنك لا تزال كريما على الناس و لا يزال الناس يكرمونك .. ما لم تتعاط ما في أيديهم فإذا فعلت ذلك : استخفّوا بك و كرهوا حديثك و أبغضوك
• أيها الناس: أحبّوا هونا و أبغضوا هونا فقد أفرط أقوام في الحب.. حتى هلكوا و أفرط أقوام في البغض .. حتى هلكوا .
• أيها الناس لو لم يكون لنا ذنوب إلا حب الدنيا لخشينا على أنفسنا منها إن الله عز وجل يقول : {تريدون عرض الدنيا و الله يريد الآخرة }( الأنفال : 67 ) فرحم الله امرءاً .. أراد ما أراد الله عزّ و جلّ .
• أيها الناس لقد كان الرجل إذا طلب العلم : يرى ذلك في بصره و تخشّعه و لسانه ويده وصلاته و صلته وزهده أما الآن .. !! فقد أصبح العلم ( مصيدة ) و الكل يصيد أو يتصيد إلا من رحم ربك و قليل ما هم.
• توشك العيـن تغيـض و البحيرات تجفّ. بعضنا يصطاد بعضاً و الـشباك تختلف. ذا يجئ الأمر رأسـا ذا يدور أو يلف. و الصغير قد يعــف و الكبير لا يعف. و الإمام قد يســــــف والصغير لا يسف. و الثياب قد تصــــون و الثياب قد تشف . و البغي قد تـــــداري سمــها و تلتـــحف. و الشتات لا يزال .. يأتلف و يختلف . و الخطيب لا يزال .. بالعقول يستخف . و القلـــوب لا تزال.. للشمال تنحرف . و الصغير بات يدري.. كيف تؤكل الكتف . لا تخادع يا صـديقي بالحقيقة اعتـــرف.
• لقد رأيت أقواما.. كانت الدنيا أهون عليهم من التراب و رأيت أقواما .. يمسي أحدهم و ما يجد إلا قوتا فيقول : لا أجعل هذا كله في بطني ! لأجعلن بعضه لله عز وجل ! فيتصدق ببعضه وهو أحوج ممن يتصدق به عليه !
• يا قوم إن الدنيا دار عمل من صحبها بالنقص لها و الزهادة فيها سعد بها و نفعته صحبتها . ومن صحبها على الرغبة فيها و المحبة لها شقي بها . و لكن أين القلوب التي تفقه ؟ و العيون التي تبصر ؟ والآذان التي تسمع ؟
• أين منكم من سمع ؟!! لم أسمع الله عزّ و جلّ.. فيما عهد إلى عباده و أنزل عليهم في كتابه : رغب في الدنيا أحدا من خلقه و لا رضي له بالطمأنينة فيها و لا الركون إليها بل صرّف الآيات و ضرب الأمثال : بالعيب لها و الترغيب في غيرها
• أفق يا مغرور تنشط للقبيح و تنام عن الحسن و تتكاسل إذا جدّ الجد !!!
• القلب ينشط للقبيح .. وكم ينام عن الحسن يا نفس ويحك ما الذي .. يرضيك في دنيا العفن ؟! أولى بنا سفح الدموع .. و أن يــجلبــبنا الحـــزن أولى بنا أن نرعــوي أولى بنا لبس ( الكفــــن) أولى بنا قتل ( الهوى ) في الصدر أصبح كالوثن فأمامنا سفر طويل .. بــــعده يأتــــي الســــكن إما إلى ( نار الجحيم ) .. أو الجنان : ( جنان عدن ) أقسمت ما هذي الحياة.. بها المقام أو ( الوطـــن) فلم التلوّن و الخداع ؟ لم الدخول على ( الفتن ) ؟! يكفي مصانعة الرعاع .. مع التقلـــب في المحن تبا لهم مــن مــــعشر ألفوا معاقرة ( النــــتن) بينا يدبّر للأمــــــين أخو الخيانة ( مؤتمن ) ! تبا لمن يتمـــــــلقون و ينطوون على ( دخن ) تبا لهم فنفـــــــــاقهم قد لطّخ ( الوجه الحسن) تبا لمن باع ( الجنان ) لأجـــــل ( خضراء الدمن)
• أفيقوا يأهل الغفلة فالقافلة قد تحركت و عند الصباح .. يحمد القوم السّرى {أفأمن أهل القرى أن يأتيها بأسنا بياتاّ وهم نائمون أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون } ( الأعراف : 97-99)
• لا يزداد المؤمن صلاحا.. إلا ازداد خوفا حتى يقول : لا أنجو ! أما الفاسق فيقول : الناس مثلي كثير و سيغفر لي ، و لا بأس علي ، فرحمة الله واسعة والله غفور رحيم ! أكمل يا مغرور ولا تقل : فويل للمصلين ! {قال عذابي أصيب به من أشاء و رحمتي وسعت كل شئ فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة و الذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة و الإنجيل يأمرهم بالمعروف و ينهاهم عن المنكر و يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث و يضع عنهم إصرهم و الأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه و اتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون } ( الأعراف : 156-157) واقرأ يا مغرور ! { إن رحمة الله قريب من المحسنين } ( الأعراف : 56 ) و اقرأ يا مغرور : { و إني لغفار لمن تاب و آمن و عمل صالحاً ثم اهتدى }( طه : 82 ) و اقرأ يا مغرور : { فاغفر للذين تابوا و اتبعوا سبيلك و قهم عذاب الجحيم } ( غافر : 7 ) و لكن الفاسق المغرور يخدع نفسه فيؤجل العمل و يتمنى على الله تعالى.
• تباً لطلاب الدنيا وهي دنيا !!! و الله لقد عبدت بنو إسرائيل الأصنام بعد عبادتهم للرحمن و ذلك بحبهم للدنيا
• و الله ما صدّق عبد بالنار.. إلا ضاقت عليه الأرض بما رحبت و إن المنافق المخدوع : لو كانت النار خلف هذا الحائط لم يصدق بها .. حتى يتهجم عليها فيراها !
• القلوب .. القلوب إن القلوب تموت و تحيا فإذا ماتت : فاحملوها على الفرائض فإذا هي أحييت : فأدبوها بالتطوع .
• المؤمن !!! ما المؤمن ؟ و الله ما المؤمن بالذي يعمل شهراً أو شهرين أو عاماً أو عامين لا و الله ما جعل الله لمؤمن أجلا .. .. ( دون الموت )
• الذنوب و هل تتساوى الذنوب؟ إن الرجل ليذنب الذنب فما ينساه وما يزال متخوفا منه أبدا حتى يدخل الجنة
• الدنيا .. وهموم الدنيا و التحسر على ما فات يجعل الحسرة حسرات.
• إن المؤمن إذا طلب حاجة فتيسرت .. قبلها بميسور الله عزّ و جلّ و حمد الله تعالى عليها و إن لم تتيسر .. تركها و لم يتبعها نفسه
• ( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير و ليس ذلك لأحد إلا المؤمن إن أصابته سراء شكر: فكان خيرا له و إن أصابته ضراء صبر : فكان خيرا له ) .
• نعمت الدار كانت ( الدنيا ) للمؤمن و ذلك أنه عمل قليلاً و أخذ زاده منها إلى ( الجنة ) . و بئست الدار كانت للكافر و المنافق ذلك أنه تمتع ( ليالي ) و كان زاده منها إلى ( النار ) . { فمن زحزح عن النار و أدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور }( آل عمران : 185 )
• إن المؤمن قوّام على نفسه يحاسب نفسه لله عزّ و جلّ و إنما خفّ الحساب يوم الحساب .. على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا و إنما شق الحساب .. على قوم أخذوها من غير محاسبة .
• يا قوم تصبروا و تشددوا فإنما هي ليالٍ تعد و إنما أنتم ركب وقوف يوشك أن يدعى أحدكم فيجيب فيذهب به و لا يلتفت فانقلبوا بصالح الأعمال .
• إن هذا الحق قد أجهد الناس و حال بينهم وبين شهواتهم و إنما صبر على الحق : من عرف فضله و رجا عاقبته.
• أفق يا مغرور من غفلتك و ابك على خطيئتك. إذا خاف ( الخليل ) .. و خاف ( موسى ) .. كذا خاف ( المسيح ) .. و خاف ( نوح ) .. وخاف ( محمد) خير البرايا فمالي لا أخاف و لا أنوح ؟!
• و يحك يا ابن آدم هل لك بمحاربة الله طاقة ؟! إنه من عصى ربه فقد حاربه !
• يا هذا أدم الحزن على خير الآخرة لعله يوصلك إليك . وابك في ساعات الخلوة لعل مولاك يطلع عليك فيرحم عبرتك فتكون من الفائزين .
• يا هذا رطّب لسانك بذكر الله وندّ جفونك بالدموع .. من خشية الله فوالله ما هو إلا حلول القرار : في الجنة أو النار ليس هناك منزل ثالث من أخطأته الرحمة صار و الله إلى العذاب .
• السنة .. السنة وطّنوا النفوس على حبها وتعظيمها و الحنين إليها فقد جاء في الأثر : لما اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم المنبر .. حنّت الجذع .. كما يحنّ الفصيل إلى أمه و بكت بكاء الصبي !! يا عباد الله ! الخشبة تحنّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقاً إليه ! فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى لقائه .
• و اعلم يا هذا أن خطاك خطوتان : خطوة لك و خطوة عليك فانظر أين تغدو ؟ و أين تروح ؟
• الموت .. الموت { كل نفس ذائقة الموت } ( آل عمران : 185 ) ( الأنبياء : 35 ) ( العنكبوت : 57 ) يحق لمن يعلم : أن الموت مورده و أن الساعة موعده و القيام بين يدي الله تعالى مشهده يحق له أن يطول حزنه .
• يا هذا صاحب الدنيا بجسدك وفارقها بقلبك و ليزدك إعجاب أهلها بها .. زهدا فيها و حذرا منها فإن الصالحين كانوا كذلك .
• { كل نفس ذائقة الموت } فضح الموت الدنيا فلم يترك لذي لب فرحا .
• و اعلم يا هذا أن المؤمن في الدنيا كالغريب لا يأنس في عزها و لا يجزع من ذلها للناس حال و له حال .
• و احذر ( الهوى ) فشرُ داء خالط القلب : الهوى
• و احرص على العلم و أفضل العلم : الورع و التوكل
• و اعلم أن العبد لا يزال بخير ما إذا قال.. قال لله و إذا عمل .. عمل لله
• واعلم أن أحب العباد إلى الله .. الذين يحببون ( الله ) إلى عباده و يعملون في الأرض نصحا .
• و احذر الرشوة فإنها إذا دخلت من الباب .. خرجت الأمانة من النافذة
• و احذر الدنيا فإنه قلّ من نجا منها وليس العجب لمن هلك .. كيف هلك ؟ و لكن العجب لمن نجا .. كيف نجا ؟! فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة و إلا فإني لا أخالك ناجيا . ورغم هذا فالدنيا كلها : أولها و آخرها ما هي إلا كرجل نام نومة فرأى في منامه بعض ما يحب ثم انتبه !!!
• كيف نضحك ؟ و لعل الله قد اطلع على بعض أعمالنا فقال : لا أقبل منكم !!
• يا هذا بع دنياك بآخرتك .. تربحهما جميعا . و لا تبع آخرتك بدنياك .. فتخسرهما جميعا .
• يا هذا كفى بالموت واعظا و رب موعظة دامت ساعة ثم تنقضي و خير موعظة ما دام أثرها
• نراع إذا ( الجنائز ) قابلتنا و يحزننا بكاء الباكيات كروعة ثلة لمغار سبع فلما غاب : عادت راتعات !!
و السلام
(1) من كتاب رسائل مبكية من كلام الشيخ الحسن البصري للمؤلف فتحي بن فتحي الجندي .
|
| |
|