(CNN)-- هل اللغة مرتبطة بحسنا الإدراكي بشكل مباشر؟ وهل يمكنها أن تساعدنا في الحفاظ على سرعة بديهتنا مع تقدمنا في العمر؟
يمكننا الآن أن نجيب عن هذه الأسئلة بـ"نعم"، إذ كشفت دراسة حديثة أجراها عدد من أخصائيي الأعصاب أن الأشخاص الذين يمكنهم التحدث بأكثر من لغة بطلاقة بمقدورهم المحافظة على حواسهم الإدراكية لدى تقدمهم بالعمر.
وأجرى الباحثون مسحاً على 110 شخصاً للتعرف على خلفياتهم اللغوية وكفاءتهم باستخدامها بالإضافة إلى مدى تكرار استعمالهم لها، وحددت تسمية للأشخاص الذين يتحدثون لغتين بطلاقة، بأنهم "ثنائيو اللغة طوال حياتهم"، وهم الأشخاص الذين يستخدمون لغتهم الأم بالإضافة إلى لغة أخرى على صعيد يومي منذ سن العاشرة.
وتنوعت اللغات المستخدمة من قبل الأشخاص الخاضعين للتجربة من "ثنائيي اللغة"، الأمر الذي ساعد في تثبيت نتائج التجربة واعتمادها، حسب المدرّسة في قسم علم اللغات والنفس التابع لجامعة ولاية بنسلفانيا، جوديث كرول.
وبشكلٍ عام أظهرت تجارب تناولت الممارسة البسيطة للذاكرة وجود اختلافات بسيطة بين كل من الأشخاص الذين يتحدثون بلغة واحدة وبين الآخرين الذين يتحدثون بلغتين، لكن الفروق الواضحة ظهرت لدى إجراء تصوير للنشاط الدماغي بالرنين المغناطيسي.
إذ أظهرت نتائج التصوير أن كبار السن المتحدثين بأكثر من لغة كانوا أسرع بقدرتهم في الانتقال بين حواسهم الإدراكية، من نظرائهم أصحاب اللغة الواحدة.
ولكن عند مقارنة النشاط الدماغي للبالغين الأصغر سناً المتحدثين بلغة واحدة، وبين المتحدثين بأكثر من لغة، لم تكن هنالك فروق ملحوظة.
مما يستدل به على أن "كفاءة الجهاز العصبي مرتبطة بزيادة قدرة المتحدثين بأكثر من لغة على التغيير بين المهام مع تقدمهم بالعمر"، بحسب ما ذكرته الدراسة.
ولكن الدراسة أشارت إلى الصعوبات التي واجهتها بأن الكلفة الباهظة لدراسات الرنين المغناطيسي تحد من عدد الأشخاص الخاضعين للتجربة، وأنه يتوجب القيام بدراسات أوسع لإثبات صحة النتائج، ولم توضح الدراسة فيما لو حدد العمر الذي تعلم خلاله الشخص لغة معينة مدى كفاءته العصبية، واقترح الباحثون إجراء دراسة لأشخاص تعلموا اللغات بأعمار مختلفة.