ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺣﻤﺎﺭﻳﻦ
-=-=-=-=-=
ﻳُﺤﻜﻰ ﺃﻥ ﻓﻼﺣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺣﻤﺎﺭﻳﻦ، ﻗﺮﺭ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺃﻥ
ﻳُﺤﻤِّﻞ
ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻣﻠﺤﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮ ﺻﺤﻮﻧﺎ ﻭﻗﺪﻭﺭﺍ ﺍﻧﻄﻠﻖ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭﺍﻥ ﺑﺤﻤﻮﻟﺘﻬﻤﺎ
،
ﻭﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﺣﺎﻣﻞ ﺍﻟﻤﻠﺢ ﺑﺎﻟﺘﻌﺐ ﻭ ﺍﻻﺭﻫﺎﻕ
ﺣﻴﺚ ﺃﻥ
ﻛﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻠﺢ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﺃﺛﻘﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺪﻭﺭ ﺍﻟﻔﺎﺭﻏﺔ،
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﻣﻞ ﺍﻟﻘﺪﻭﺭ ﺳﻌﻴﺪﺍ ﺑﺤﻤﻮﻟﺘﻪ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻗﻞ ﻭﺃﺧﻒ .
ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ﻗﺮﺭ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﺣﺎﻣﻞ ﺍﻟﻤﻠﺢ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻹﻋﻴﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﻨﻐﻤﺲ ﻓﻲ
ﺑﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻛﻲ ﻳﺴﺘﻌﻴﺪ ﻗﻮﺍﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺎﺭﺕ ﻣﻦ
ﻭﻃﺄﺓ ﺍﻟﻤﻠﺢ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﻛﺔ ﺷﻌﺮ ﻛﺄﻧﻪ ﺑُﻌﺚ ﺣﻴّﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ،
ﻓﻘﺪ ﺫﺍﺏ ﺍﻟﻤﻠﺢ ﺍﻟﻤُﺤﻤﻞ
ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﻛﺔ ﻭﺧﺮﺝ ﻧﺸﻴﻄﺎ ﻛﺄﻥ ﻟﻢ ﻳﻤﺴﻪ ﺗﻌﺐ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ .
ﻟﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺣﺎﻣﻞ ﺍﻟﻘﺪﻭﺭ ﻣﺎ ﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻗﻔﺰ ﺑـﺪﻭﺭﻩ ﻓﻲ
ﺍﻟﺒﺮﻛﺔ ﻟﻴﻨﺎﻝ ﻣﺎ ﻧﺎﻝ ﺻﺎﺣﺒﻪ ،ﻓﺎﻣﺘﻸﺕ ﺍﻟﻘﺪﻭﺭ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ ،
ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﻛﺔ ﻛﺎﺩ ﻇﻬﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﺴﻢ ﻗﺴﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﻭﻃﺄﺓ
ﺍﻟﻘﺪﻭﺭ ﺍﻟﻤُﺤﻤّﻠﺔ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ .
--------------------------------
ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺔ
ﻣﺎ ﻳﻔﻴﺪ ﻏﻴﺮﻙ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻔﻴﺪﻙ ﺑﻞ ﻳﻀﺮﻙ ﻭ ﻣﺎ ﻳﻀﺮﻩ ﻗﺪ ﻳﻔﻴﺪﻙ ..
ﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﺗﺒﺪﺃ ﻓﻰ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﻏﻴﺮﻙ ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﺗﻌﺮﻑ ﻭ ﺗﺪﺭﺱ ﺳﺒﺐ ﻓﻌﻠﻪ ﻭ
ﺗﺼﺮﻓﻪ ﻭ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﺳﻴﻔﻴﺪﻙ ﺍﻡ ﺳﻴﻀﺮﻙ .
ﺍﺫﺍ ﻟﻢ ﻧُﻌﻤِﻞ ﻋﻘﻮﻟﻨﺎ ﺣﻤِّﻠْﻨﺎ ﺍﻧﻔﺴﻨﺎ ﻣﺎ ﻻ ﺗﻄﻴﻖ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﻧﺠﻨﻰ ﺍﻯ ﻣﻜﺴﺐ
ﺍﻭ ﺭﺍﺣﺔ