Admin Admin
عدد المساهمات : 2509 تاريخ التسجيل : 09/10/2009
| موضوع: (( [الغضب والحسد والكِبر والشهوة] هم أُسُـس الضَلال والفساد )) الأحد فبراير 13, 2011 9:25 am | |
|
(( [الغضب والحسد والكِبر والشهوة] هم أُسُـس الضَلال والفساد ))
<(***)> قال الله تعالى : {{ وأمّا من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنّة هي المأوى}}. سورة النازعات. <(**)> عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [[لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحلّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ]]. البخاري ومسلم <(**)> وعنْ اَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه ، أنّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: [[حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ ، وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ ]].. البخاري ومسلم.
<(**)> وعن عياض رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: [[إن الله أوحى إليَّ أن تواضعوا ، حتى لا يفخر أحد على أحد ، ولا يبغي أحد على أحد]] . رواه مسلم <(**)> وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: [[ إنما بُعثتُ لأُتمّم مكارِم الأخلاق ]]. رواه البَيْهقي . <###> واليكم هذه الحادثة التي تبيّن لنا عدم الغضب لأنفسنا ، والترفُُّع عن الجهلة والسُفهاء ، وبأن الشيطان يكمن لنا وراء [الغضب] ، فإذا "غضبنا" إستطاع الدخول الينا والسيطرة على عقولنا والعياذ بالله <(**)> فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أنّ رجلاً شتم أبا بكر رضي الله عنه والنبي صلى الله عليه وسلم جالس، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعجب ويتبسّم ، فلما أكثر الرجل ، ردّ عليه أبو بكر .. فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقام من مجلسه ، فلحقه أبو بكر .. ===> فقال : (( يا رسول الله !! كان يشتمني وأنتَ جالس،فلما ردَدْتُّ عليه بعض قوله ،غضبتَ وقمتَ؟!)) ،
<><> فقال له : [[إنه كان معك "ملك" يرُدّ عنك ، فلما رددتَّ عليه بعض قوله ، وقع الشيطان ، فلم أكن لأقعد مع الشيطان ]]. رواه أحمد . <(**)> وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [[إياكم والحسد ، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ]]. أبو دواد <(***)> قال تعالى : {{ ومن شرّ حاسد إذا حسد}}. سورة الفلق . ===> وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : (( لا تعادوا نعم الله.. قيل له: ومن يعادي نعم الله؟ قال: (( الذين يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله )). <(*!*)> وذكر العلاّمة إبن القيِّم الجوزيّة رحمه الله ، شرحاً مفيداً بهذا الخصوص ، فقال : اذا تأمّلْتَ كُفر الأُمم رأيته ناشِئاً من هذه الأربعة ، وهي : (1) الكِبر ، (2) الحسد ، (3) الغضب ، (4) الشهوة .. ـــ [فالكبر] يمنعه الانقياد ، ـــ و[الحسد] يمنعه قبول النصيحة وبذلها ، ـــ و[الغضب] يمنعه العدل ، ـــ و[الشهوة] تمنعه التفرّغ للعبادة. ==> فاذا إنهدم [ركن الكِبر] سهل عليه < الانقياد (لأوامر الدين ونواهيه) > ، ==> واذا انهدم [ركن الحسد] سهل عليه < قبول النصح وبذله > ، ==> واذا انهدم [ركن الغضب] سهل عليه < العدل والتواضع > ، ==>واذا انهدم [ركن الشهوة] سهل عليه<الصبر والعفاف والعبادة> <(!!)> وإنّ زوال الجِبال عن أماكنها ايسر من زوال هذه الأربعة عمّن بُلِيَ بها ، ولا سيما اذا صارت هيئات راسخة ، وملكات وصفات ثابتة ، فانه لا يستقيم له معها عمل البتة ، ولا تزكو نفسه مع قيامها بها.. ـــ وكلّما اجتهد في العمل ، افسدته عليه هذه الأربعة ، <(!!)> وكلّ الآفات متولِّدة منها .. ـــ واذا استحكمت في القلب ، ارته الباطل في صورة الحق ، والحق في صورة الباطل ، والمعروف في صورة المنكر ، والمنكر في صورة المعروف ، وقرّبت منه الدُنيا ، وبعّدت منه الآخِرة .. ـــ وعليها يقع العذاب ، وتكون خفّته وشدّته بحسب خفتها وشدّتها .. <(!!)> فمن فتحها على نفسه فتح عليه ابواب الشرور كلّها عاجلاً وآجِلاً .. <(!!)> ومن اغلقها على نفسه اغلق عنه ابواب الشرور .. ==> فإنها تمنع الإنقياد ، والإخلاص ، والتوبة ، والإنابة ، وقبول الحقّ ، ونصيحة المسلمين ، والتواضُع لله ولخلقه.. <><> وإنّ منشأ هذه الأربعة من جهله بنفسه .. ــ فإنه لو عرف ربّه بصفات الكمال ، ونعوت الجلال ، ــ وعرف نفسه بالنقائص والافات ، ==> لم يتكبّر ، ولم يغضب لها ، ولم يحسد احدا على ما اتاه الله .
<(*)> فالغضب مثل السبع .. اذا أفْلَتَه صاحبه بدأ بأكله .. <(*)> والشهوة مثل النار .. اذا اضرمها صاحبها بدأت بإحراقه .. <(*)> والكبر بمنزلة منازعة الملك ملكه .. فان لم يهلكك طردك عنه .. <(*)> والحسد بمنزلة معاداة من هو أقدر منك .. <><> والذي يغلب شهوته وغضبه يفرق (يخاف) الشيطان من ظلّه ، ومن تغلبه شهوته وغضبه يفرق (يخاف) من خياله. | |
|